السلطة الوطنية الفلسطينية
وزارة الشباب والرياضة
"المؤتمر العام للشباب الفلسطيني"
التعصب الحزبي داء له دواء
ورقة عمل مقدمة للمشاركة بالمؤتمر العام للشباب الفلسطيني
ابريل/نيسان 2008م
غزة – فبراير/2008م
قال تعالى:(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) سورة آل عمران: الآية (103)
إهـــــداء
إلى أرواح الأبرياء.............................................الذين قضوا على أرض فلسطين الطاهرة ..............إلى ضحايا التعصب الحزبي................................اهدي هذا الجهد المتواضع
فهرس
مقدمة ................................................................................. | 4 |
أولاً: مفهوم التعصب الحزبي .......................................................... | 6 |
ثانياً: التعصب الحزبي يمزق النسيج الوطني ........................................... | 8 |
ثالثاً: (داء التعصب الحزبي) أسبابه والعوامل المساعدة على انتشاره .................... | 10 |
رابعاً: (الوقاية والدواء)... كيف نعالج التعصب الحزبي؟ ............................... | 14 |
المراجع ............................................................................... | 19 |
التعصب الحزبي
داء لـــــــه دواء
مقدمة:التعصب ظاهرة اجتماعية قديمة حديثة، اتخذت أشكالاً عدة، فتارة تكون للقبيلة أو العائلة، وتارة أخرى لاتجاه فكري معين، أو لحزب سياسي، وباتت ظاهرة التعصب للحزب أو ما تم الاصطلاح عليه بالتعصب الحزبي آخذة بالتفشي بشكل كبير في المجتمع الفلسطيني سيما بعد الانتخابات التشريعية في مطلع العام 2006م ·، وامتد أثرها إلى كل بيت، ولعل الشواهد
- التي لا تغيب عن أعيننا - دليل شديد الوضوح في المجتمع الفلسطيني، فتشتد وتيرة التعصب الحزبي تارة بين الأشقاء في المنزل الواحد ما بين المشادة الكلامية إلى إطلاق النار، إضافة إلى دلالات أخرى جعلت ناقوس الخطر يدوي بإنذار استفحال ظاهرة اجتماعية سيئة تحمل في طياتها ما يكون سبباً رئيساً في تفتيت لُحمة المجتمع الفلسطيني.ويعد هذا المؤتمر – كمبادرة عاجلة - هاماً لعلاج الصدع المجتمعي الذي كان للتعصب الحزبي الدور الرئيس فيه، والذي وجد عوامل بيئية ومجتمعية أخرى ساعدت على انتشاره، وبالتالي فإن هذه الورقة تكتسب أهميتها من أهمية المؤتمر بجميع محاوره، وتتركز أهمية الموضوع بالنسبة للمجتمع على وجه الخصوص، لتقدم فكرة واحدة – على الأقل - يمكن أن تترجم إلى برنامج عمل تطبيقي يساهم في توحيد الصف الوطني الفلسطيني.وتهدف هذه المشاركة إلى الحد من بواعث التعصب الحزبي لتحقيق معنى الأخوة الفعلية بين أبناء الشعب الواحد، والدين الواحد، والبلد الواحد، والهدف الواحد، والقضية الواحدة، والتعرف على الأسباب الكامنة وراء انتشار ظاهرة التعصب الحزبي، ومحاولة الحد من انتشارها، كما تهدف إلى تقديم مشروع تطبيقي يستطيع الإجابة على التساؤلات التي تطرحها هذه الورقة، وهي:· ما هو التعصب الحزبي، ومتى يكون التعصب الحزبي محموداً؟· كيف أثر التعصب الحزبي على النسيج الوطني الفلسطيني؟· لماذا انتشر التعصب الحزبي في المجتمع الفلسطيني بهذه السرعة؟· كيف يمكن أن نعالج أو نحد من ظاهرة التعصب الحزبي؟كما تهدف هذه الورقة إلى إتاحة الفرصة للتفكير والرجوع إلى الأصل في التربية الإسلامية التي تدعو إلى نبذ العصبية بكل صورها استناداً إلى قول الرسول الكريمr (ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من مات على عصبية) [1] ويشمل ذلك كل أشكال التعصب بما فيها التعصب الحزبي، الذي طالما يحاول صاحبه أن يعطيه من المبررات التي قد تضطره لاستخدام وسائل وأساليب زائفة للدفاع عنه.وتتناول هذه الورقة بإيجاز المقصود بالتعصب الحزبي مع تقديم مبررات التعصب المحمود والتعصب المذموم كما يراه البعض، والتركيز على الانعكاسات السلبية للتعصب الحزبي السلبية على القضية الفلسطينية بشكل عام، وعلى النسيج الوطني الفلسطيني بشكل خاص، وفي محور آخر تتناول الورقة أهم الأسباب التي تؤدي إلى التعصب الحزبي أو تجعل بيئته خصبة لنمو الفتن الحزبية الطفيلية الخطرة.وتختتم الورقة بتصور مقترح للحد من ظاهرة التعصب الحزبي وكيفية توظيف الطاقات الفردية والمجتمعية في محاربة هذا الوباء الاجتماعي، وذلك بالانشغال في التصدي لنصرة القضية الفلسطينية الأم، وتوجيه طاقات الشعب الفلسطيني تجاه الهدف الأسمى لدحر العدوان الصهيوني، والتحلي بسمات وأخلاقيات المسلم في إشاعة روح التسامح والترفع عن تصيد الأخطاء للأشقاء في الأحزاب الأخرى.وأخيراً، أسأل المولى عز وجل أن يتقبل هذا العمل المتواضع، ويجعله خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع بالصالح منه، وأن يتجاوز عن القصور فيه، ويهدينا الصواب إنه على كل شيء قدير وبعباده رءوف رحيم.الكاتب